هيومن رايتس ووتش : الحوثيون يعرضون مدرسة مكفوفين للخطر
- متابعات الخميس, 14 يناير, 2016 - 06:10 مساءً
هيومن رايتس ووتش : الحوثيون يعرضون مدرسة مكفوفين للخطر

قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم الخميس إن الحوثيين في اليمن عرّضوا، بشكل غير شرعي، مدرسة للمكفوفين في صنعاء لخطر شديد عبر وضع قواتهم فيها. في يوم 5 يناير/كانون الثاني، ألقت قوات التحالف، الذي تقوده السعودية، قنبلة على المجمع. لم تنفجر القنبلة لكنها أصابت 4 مدنيين وأضرّت بالمركز الوحيد في العاصمة لذوي الإعاقة البصرية.
 
وسلط هجوم التحالف الضوء على التهديدات الإضافية التي تواجه اليمنيين ذوي الإعاقة. يصعب عليهم أكثر من غيرهم الفرار من مناطق القتال المحتملة وحصولهم على الغذاء والدواء، المتوفرين أصلا بكميات قليلة.حسب المنظمة.
 
 
وقالت شانثا راو باريغا مديرة حقوق ذوي الإعاقة في هيومين رايتس ووتش: "يُظهر وضع المسلحين الحوثيين بالقرب من مدرسة للطلاب المكفوفين تجاهلا واضحا لحياة بعض المدنيين الأكثر عرضة للخطر. لو انفجرت القنبلة، لكانت نتائج الغارة الجوية للتحالف ربما أكثر مأساوية."
 
 
وزارت هيومن رايتس ووتش المجمع المؤلف من 3 مبانٍ في 6 يناير/كانون الثاني، حيث أجرت مقابلات مع 5 شهود عيان على الغارة، منهم 3 جرحى. يستضيف أحد المباني – المؤلف من 3 طوابق – مركز النور للعناية وتأهيل المكفوفين، والذي يقول مديره جميل الحميري إنه تأسس عام 1967، ويقدم خدماته لـ 250 طالبا أغلبهم أطفال ممن لديهم إعاقات بصرية. أما المبنى الثاني – المؤلف من 3 طوابق أيضا – فيُستخدم كمهاجع لنوم 130 طالبا وطالبة. يتضمن المبنى الثالث – الذي استخدمته المجموعة المسلحة مقرا لها – روضة أطفال في الطابق الثاني، كما يضم المجمع مسجدا صغيرا في مبنى منفصل. تفصل بين كل مبنى وآخر حوالي 20 مترا.
 
 
 
وقال موظف آخر، صالح المطري (27 عاما):يروي للمنظمة شهادته " رأيت ضوءا، ثم بدأ الزجاج بالتشظي. سمعت صوت صراخ وبكاء من بناء المهجع. بعد لحظات رأيت حشودا في ساحة المجمع للمساعدة في إجلاء نحو 30 طالبا كفيفا من المقر.
 
 
أدى ضرر الصدمة الناتج عن القنبلة إلى تحطم نوافذ وأبواب مباني المجمع الثلاثة، إضافة إلى 4 مبانٍ مجاورة على الأقل. أصيب موظفان وطالب (18 عاما) من المركز وأحد السكان المحليين وحارس حوثي. لو انفجرت القنبلة، لكانت أحدثت أضرارا أكبر بالمباني وضحايا أكثر. قالت هيومن رايتس ووتش إن قوات الحوثيين أزالت القنبلة بسرعة، لذا، لم يُمكن تحديد نوعها.
 
قال كل من جرت مقابلتهم إنه لم يسبق استهداف المنطقة بقصف جوي من قبل.
 
 
وقال الحميري، مدير المركز، إنه عندما بدأ النزاع مع التحالف في 26 مارس/آذار 2015، أنشأت جماعة "أنصار الله"، المعروفة باسم الحوثيين، مكتبا لها في الطابق الأرضي لمبنى روضة الأطفال، كما وضعت حراسا عند مدخل المجمع. عُلقت الدراسة بسبب القتال، حيث كان من المقرر أن تُستأنف في أكتوبر/تشرين الأول، إلا أن المعلمين رفضوا العودة ما لم يغادر الحوثيون. أمرت وزارة التعليم اليمنية الحوثيين بإخلاء مبنيي المركز والمهاجع فقط، وأمرت المعلمين بالعودة إلى العمل رغم بقاء الحوثيين في المبنى الثالث وفي المسجد وفي غرفة الحرس.
 
 
وأضافت المنظمة عن شهود عيان أن شبابا يحملون بنادق كلاشينكوف استخدموا المكتب الحوثي كقاعدة خلال النهار، مع النوم فيه أحيانا ليلا. في وقت الهجوم، كان هناك حوالي 15 مسلحا في غرفة الحراسة عند مدخل المجمع. قال حلبوب إنه حتى قبل 3 أشهر مضت، كان هناك حوالي 80 حوثيا في المجمع مع 3 سيارات دفع رباعي، وكانوا ينامون في المكتب والجامع وغرفة الحرس. بحلول ديسمبر/كانون الأول، وفقا لحلبوب، قل وجود الحوثيين كثيرا في المجمع. شاهدت هيومن رايتس ووتش أثناء زيارتها الوحيدة مركبة حوثية مموهة متوقفة خارج بوابة المجمع ومركبات حوثية مموهة تقوم بدوريات في المنطقة.
 
 
وحثت منظمة هيومن رايتس ووتش  جميع أطراف النزاع في اليمن اتخاذ الاحتياطات الممكنة كافة لتجنيب المدنيين الخاضعين لسيطرتهم آثار الهجمات. يشمل ذلك تجنب نشر قواتهم في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية قدر الإمكان، وإبعاد المدنيين عن مناطق تواجد القوات العسكرية. يُحظر عليهم استخدام المدنيين لحماية الأهداف العسكرية أو العمليات من الهجوم. يشير مصطلح "استخدام الدروع البشرية" إلى استخدام تواجد المدنيين لحماية القوات العسكرية أو جعل مناطقهم في مأمن من الهجوم. يعتبر ذلك جريمة حرب.
 
 
وسلط الهجوم الضوء على المخاطر الأكبر التي يعاني منها المدنيون ذوو الإعاقة، الذين يقعون تحت ضغوط متزايدة بسبب النزاع في اليمن. قال الحميري إن مركز النور "يلعب دورا حيويا لأنه المقر الوحيد والمدرسة الوحيدة للمكفوفين في صنعاء، إذ أعدّ المركز عدة أجيال من المكفوفين للحياة المهنية"، معربا عن أمله في أن يتم إصلاحه بسرعة.
 
ازداد عدد ذوي الإعاقة في اليمن مع استمرار الصراع. قالت منال المرواني، المديرة المساعدة لـ "صندوق رعاية وتأهيل المعاقين" في اليمن، إن تقريبا 6 آلاف يمني تعرضوا لإعاقة مؤخرا، يستفيدون من خدمات الصندوق في الأشهر التسعة الماضية. زاد ذلك من العبء على نظام الرعاية الصحية الذي يعاني أصلا من الحصار.


التعليقات