تعزية الإصلاح لولي عهد الإمارات تثير الغضب في اليمن.. لماذا؟
- فريق التحرير الأحد, 24 نوفمبر, 2019 - 09:40 مساءً
تعزية الإصلاح لولي عهد الإمارات تثير الغضب في اليمن.. لماذا؟

[ محمد بن زايد خلال لقائه بقيادة حزب الإصلاح اليمني ]

أثارت تعزية رئيس الهيئة العليا لحزب التجمع اليمني للإصلاح محمد اليدومي، لولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات محمد بن زايد، جدلا واسعا في أوساط اليمنيين.

 

وبعث اليدومي برقية عزاء لبن زايد، في وفاة ممثل رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ونائب رئيس مجلس الوزراء السابق لدولة الإمارات، سلطان بن زايد، الذي توفي في الثامن عشر من الشهر الجاري.

 

وتشهد العلاقة بين الإمارات والإصلاح توترا ملحوظا، بسبب مواقف الأولى من الحزب الذي تقول إنه ينتمي للإخوان المسلمين.

 

بينما ينتهج الإصلاح ذات سياسة الحكومة في مواقفها المختلفة من الإمارات، وقد لوحظ ذلك مرارا خاصة مع أحداث عدن الأخيرة عقب تنفيذ مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي انقلابا على الحكومة.

 

مجاملات روتينية

 

في تعليقه على ذلك أفاد الكاتب الصحفي فهد سلطان أن تلك التصرفات هي عبارة عن مجاملات روتينية يمارسها الساسة حتى في أعنف لحظات الصراع والخلاف، مؤكدا أن الإصلاح يحفظ لكل أعضائه حق التعبير عن الرأي بحرية.

 

وأشار إلى أن استمرار خصوم الحزب بالنقد والتحريض عليه بحق قليل وباطل كثير ولم ينلهم شيئا على مدى العشر السنوات الأخيرة كشاهد فقط.

 

وبحسب سلطان فإن العمل السياسي يقوم على الممكن والمتاح، وضعف الشرعية انسحب على الجميع، ولا يعني أن قيادة الإصلاح قد مارست أعلى مستوى من السياسية والدهاء خلال الفترة الماضية وعلى الأقل منذ اندلاع الثورة الشبابية 2011م، بل أضاع الحزب كثيرا من الفرص، وصاحبه عجز وفشل وكل ذلك وارد وصحيح.

 

 لكن المؤكد أن الشرعية لو كان لها موقف سياسي مغاير خلال سنوات الحرب الخمس سينسحب ذلك على الجميع ولا محالة، وأن الإصلاح يشتد صلابة بمواقفه الوطنية أكثر بباقي المكونات السياسية الموجودة في الساحة والعكس صحيح أيضًا، على حد قوله.

 

واجب إنساني

 

في تعليقه على ذلك أشار الناشط كامل الخوذاني إلى ما تعرض له بعض المؤتمريين بسبب تعزية بعض القيادات للإمارات، مضيفا "لن نشتم ونسب ونوزع صكوك الوطنية والكرامة والشرف والخيانة والعمالة وكأنها ملك أبينا. بل نقول شيء طيب واجب إنساني وعرف اجتماعي وسياسي طبيعي".

 

وتساءل عن سبب تأخير التعزية قائلا "وكأنك منتظر نزول الوحي".

 

وأيده في ذلك عبد اللطيف الحطامي، الذي أكد أن التعزية واجب، مستدركا "لكن للأسف رضا الناس غاية لا تدرك".

 

انتقادات

 

أما عبده غانم الكبودي فرأى أن الأولى باليدومي أن يبعث بالتعازي لأسر الشهداء الذين قتلتهم الإمارات في اليمن منذ خمس سنوات.

 

بدوره عبد العزيز الحميدي أكد أنه لا عزاء لمن يقتل أبناء الوطن.

 

فهد الزعيم هو الآخر بدا ممتعضا من تلك التعزية، وذكر أن قانون الأخلاق في التعزية يعني، إن كانت من غير إصلاحي خيانة ونذالة وعمالة، ومن إصلاحي فهي عمل أخلاقي.

 

أما أبو حسام عماد فقال إن الأولى أن تكونوا كبارا وتحترموا مشاعر اليمنيين من جيش وشعب أفضل من الاهتمام بمشاعر مجرم قاتل.

 

واتفق معه أبو مشعل أربكان الذي أكد أن تلك التعزية ستؤثر سلبا على نفسيات أكثر من 300 أسرة (في إشارة إلى الجنود الذين قتلهم الطيران الإماراتي)، وعلى شعب بأكمله.

 

قناعات خاصة

 

أسعد العجيلي بدوره قال إن اليدومي شخص وكذلك القيادي في الحزب عبد المجيد الزنداني وكل منهم يمثل نفسه.

 

وتابع "نحن اقتنعنا بفكرة الإصلاح وليس باليدومي أو الزنداني أو غيره، نحن على النهج ولن نحيد إن حادوا".

 

لا مجال للتقرب

 

أما فاطمة الحضرمي تمنت لو أن اليدومي صمت، وذكرت أنه مهما فعل الحزب، فإن الإمارات لن تتردد برهة عن وسمه بالإرهاب، وترويج ذلك لدى الدول الكبرى ووكالات المخابرات الدولية.

 

دروس

 

أما شهاب الهلالي رأى أن ذلك يوصل رسالة مفادها أنه وبرغم وصف الإماراتيين للإصلاح بالإخوان وإرهابيين، إلا أننا نعاملكم بأخلاقنا لا بأخلاقكم.

 

وأفاد "اليمن ستظل قوية برجالها وتماسك أبنائها رغم كيد الكائدين والمستعمرين الجدد الذين يحلمون بأشياء أكبر منهم".

 

تحريض

 

من جانبه يعتقد مشرف الأسعدي أن من لاموا اليدومي ليس حبا في الوطن، وإنما بهدف حشر الإصلاح وحيدا في خانة العداء للإمارات أملا بالتخلص منهم، وليقدموا أنفسهم بعد ذلك كأرخص مرتزقة في التاريخ.

 

وطرح سؤالا لم يكتب إجابة له "هل عداء الإمارات موجه للوطن أم الإصلاح؟".

 

يذكر أن بعض اللقاءات تمت بين ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد ورئيس حزب الإصلاح، وقيادات أخرى عقب اندلاع الحرب عام 2015.


التعليقات