ما دلالات تصريحات "بن بريك" التحريضية ضد الجيش؟ (تقرير)
- خاص الاربعاء, 20 مايو, 2020 - 01:07 صباحاً
ما دلالات تصريحات

[ هاني بن بريك وفتواه للاقتتال في اليمن ]

تَصدر من وقت لآخر تصريحات مثيرة للجدل من قِبل نائب رئيس ما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك، التي يرد عليها الناشطون والسياسيون والصحفيون في اليمن بشكل ساخر ولاذع.

 

أكثر تصريحاته المثيرة للجدل والمتطرفة، كان آخرها إصداره فتوى تبيح قتل أفراد الجيش اليمني الذين يقاتلون مليشيات الانتقالي.

 

وقال في تغريدات له على تويتر "أفتيت أن كل إخونجي وذيله من قاعدي وداعشي وغيرهم من المرتزقة المشاركين في العدوان على الجنوب دمهم دم حنش إلا المستسلم".

 

ولم تستثنِ التصريحات التحريضية تلك ما يصفهم بـ"الإخوان المسلمين" الذين قال إنهم "كلاب أهل النار"، متهما إياهم بالتفريخ لداعش والقاعدة.

 

جاء هذا بالتزامن مع المعارك المتقطعة التي تشهدها أبين منذ أيام، بين القوات الحكومية ومليشيات الانتقالي التي تفتح من وقت لآخر جبهات قتال ضد الجيش.

 

ولاء مطلق لأبوظبي

 

ولا يستغرب الكاتب الصحفي فهد سلطان من صدور مثل تلك التصريحات، فهي كما يفيد ليست الأولى لرجل الدين المثير للجدل بن بريك، فقد سبقها فتاوى كثيرة ولكنها لم تكن بهذا المستوى من التكفير المباشر والتحريض على القتل.

 

وتعبر تصريحات بن بريك -كما يقول سلطان لـ"الموقع بوست"- عن أبوظبي أكثر مما تعبر عن اليمن واليمنيين، فهو لصيق بهم وكل تصريحاته تعكس ولاءه المطلق لهم والغريب والعجيب، حسب وصفه.

 

رسائل للداخل وتوقعات

 

وتهدف فتوى بن بريك كما يرى المحلل السياسي محمد الغابري لطمأنة المقاتلين في صفوف الانتقالي، الذين ربما ليسوا مقتنعين بمشروعية التمرد على الشرعية، خاصة من السلفيين الذين يجدون صعوبة في التوفيق بين ما تعلموا من تحريم الخروج على "ولي الأمر"، وبين الخروج الحاصل الآن على شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي.

 

ووفقا للغابري الذي تحدث لـ"الموقع بوست" تعبر الفتوى عن اضطراب شخصية بن بريك، "وجراءته إلى حد الوقاحة على الفتوى باستباحة دماء المختلفين معه، وفي جعل قطع الطريق والحرابة وتخريب النظام العام مشروع".

 

وهو لا يستبعد أن تزيد من وتيرة القتل، والاغتيالات، لكنه يعود للتأكيد أن الغرض الأساسي هو إزالة أي شك لدى أتباعه، وحتى لا يترددوا في المضي في تمردهم على الشرعية.

 

دلالات أخرى

 

بينما يربط الكاتب سلطان بين تلك الفتاوى وما يجري في ليبيا وفي داخل اليمن أيضا، ويوضح يبدو أنها تعقيبا على الهزيمة الساحقة لقوات حفتر في تلك الدولة، وهي الضربة الموجعة للإمارات.

 

وتابع "تصريحات بن بريك ضد الإخوان وبتلك اللغة، تعكس ذلك الوجع المستتر والذي يعبر عنه بهذه اللغة".

 

وبحسب سلطان فالإمارات تعيش وضع صعب جداً اقتصاديا وسياسيا، وفي اليمن هناك تشابك في المصالح مع السعودية، مؤكدا أن مصالحها على المحك، فحتى الآن لم تستطيع أن تنفذ شيئا مما كانت تحلم به، كما أن قوات الحزام الأمني التابعة لها تتلقى ضربات، ومن المحتمل أن تسقط أبين، وهذا سيكون له أثر كبير على عدن.

 

من هو بن بريك؟

 

 ولد بن بريك في عدن عام 1973، وفي بداية حياته كان اشتراكيا، لكنه سرعان ما تأثر بالسلفية وتحديدا بالسعودي ربيع المدخلي.

 

ارتبط اسمه بالتطرف، ولم يكن على وفاق مع السلفيين المعتدلين في اليمن الذين تبرؤوا منه لاتباعه التيار المدخلي، وأواخر العام الماضي أعلن هو تخليه عن التيار السلفي الذي تزعمه لسنوات، مؤكدا أنه لم يعد يمثل أي تيار ديني.

 

ونظرا لارتباط الرجل بالإمارات، فقد توعد سابقا بنصرة قائد كتائب أبوالعباس التي يقودها عادل عبده فارع، المدرج ضمن قائمة العقوبات الدولية لدعمه التطرف.

 

كما أن جهات حكومية ودولية تتهم بن بريك بالتورط بالتخطيط لجرائم اغتيالات عديدة في عدن، أغلبها استهدفت خطباء وأئمة مساجد أغلبهم يوصفون بالوسطية والاعتدال.

 

وسبق أن سُجن بن بريك بتهمة تفخيخ سيارات لغرض القيام بأعمال إرهابية عدة مرات إبان حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح. وأفتى بـ"جواز" قتل المجندين في الجيش اليمني، أفرج عنه سنة 2010، وانضم لما يعرف بـ"أنصار الشريعة" سنة 2011.

 

بعد هزيمة "أنصار الشريعة" في الجنوب، فر بن بريك إلى عدن حيث تتهمه الشرطة اليمينة بالضلوع في مقتل العديد من ضباط الجيش اليمني.

 

يُذكر أن الإمارات مستمرة في دعم الانتقالي الذي يعد بن بريك نائبا له، وتسيطر مليشياته على عدن وبعض المناطق في الجنوب، وتخوص من وقت لآخر معارك ضد الحكومة.


التعليقات