كان مفاجئاً التقدم السريع والكبير الذي حققته قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مدينة تعز، وهو التقدم الذي أسفر عنه فك الحصار المفروض على المدينة منذ عدة أشهر، من الجهة الغربية.
 
وتمكنت المقاومة الشعبية والجيش الوطني، من السيطرة على مواقع هامة واستراتيجية، غرب مدينة تعز، منها شارع الحصب وحي البعراره والزنقل وتبة الاريل والارانب والخوعة وبيرباشا وجامعة تعز ونادي الصقر ومعسكر اللواء 35 بالمطار القديم والسجن المركزي، وذلك في إطار عملية عسكرية شاملة، التحمت خلالها قوات الجيش والمقاومة في الجبهة الغربية، بجبهة الضباب، لتنجح بعد ذلك في كسر الحصار المفروض على المدينة من قبل المليشيا الإنقلابية.
 
واستكمالا للعملية العسكرية التي أُطلقت منذ يومين، واصلت وحدات من الجيش الوطني والمقاومة يوم السبت، 12 مارس، عملية تطهير مديرية المسراخ بعد ما تمكنت القوات من تحرير عزلة الاقروض ومنطقة المطالي بالمديرية جنوب المدينة.
 
وأكدت قيادات ميدانية لـ(الموقع)، أن ذلك التقدم يأتي ضمن عملية فك الحصار عن المدينة وتخفيف معاناة المدنيين ومواصلة التقدم نحو تحرير المدينة من عناصر مليشيات الحوثي وصالح بشكل كلي.
 
وتأتي هذه التطورات المتسارعة بعد أشهر طويلة من الحصار والقصف الذي مارسته مليشيا الحوثي والمخلوع بحق سكان المدينة، بينما ظلت قوات الجيش والمقاومة تقاوم إجرام المليشيا، وحصارها ببسالة رغم قلة العتاد وشحة الإمكانيات، وتخاذل الحكومة الرسمية.
 
انتصارات تعز، تسببت في انهيارات واسعة في صفوف مليشيا الحوثي وقوات المخلوع، حيث مثلت ضربة قاصمة تسببت في فقدان المليشيا توازنها، كما أنها تسببت في انهيار كبير في معنويات مقاتليها، وهو ما ظهر جليا في مختلف الجبهات، التي تراجعت فيها المليشيا تحت ضربات قوات الجيش والمقاومة الشعبية.
 
وكما يقول مراقبون في حديث لـ "الموقع" فإن الانتصارات التي تحققها المقاومة غرب تعز ومواصلة التقدم لكسر الحصار وتحرير المدينة من المليشيات، تحمل قدرا كبيرا من الأهمية، مشيرين إلى أن تحرير تعز، سيؤثر على الوضع العسكري والسياسي، على مستوى البلاد، كما أنه سيلقي بضلاله على بقية المسارات، ولا سيما المسار السياسي.
 
ويعتقد مراقبون في أن هناك انشقاقاً حصل بين مقاتلي صالح والحوثيين في تعز بسبب المفاوضات الفردية التي يجريها الحوثيون الان مع السعودية والمقاومة تم تبليغها بذلك فاهتبلت الفرصة للتقدم والاستمرار في التقدم لفك الحصار وتحرير المدينة من المليشيات.
 
حسم تعز سيحسم المعركة في البلاد

نبيل البكيري وهو كاتب ومحلل سياسي يتحدث لموقع الموقع بالقول "انتصارات تعز مهمة في هكذا لحظة. ولكن من المبكر البناء السياسي عليها حتى تتحرر كل المحافظة. وهذا ما يجب العمل عليه من قبل المقاومة والتحالف. لان حسم معركة تعز ستحسم بعدها كثير من المعارك والملفات السياسية.
 
ويضيف البكيري: "هذا التقدم هي خطوة تعزز حقيقة ان الحديث عن الحل السياسي والمفاوضات حديث أقرب الى الاستهلاك الاعلامي منه الى أي شيء آخر.
 
المقاومة تقتنص فرصة انشقاقات المليشيات
 
أما الباحث العسكري علي الذهب فيعلق على التطورات لموقع "الموقع" قائلاً "قيمة أي انتصار تكمن في الحفاظ عليه، والتشبث بالارض والاستماتة في الدفاع عنها معركة اخرى، ومطاردة الخصم او العدو استثمار النصر، لكن هذا العمل مرهون بقرار المنتصر الذي يقوم على مسوغات وحيثيات، فما الذي ستقوم به المقاومة في ظل ما احرزته من نصر؟ وما خطتها الامنية لادارة المناطق المحررة؟ ما لم فسيكون الحال أسوأ وواقع عدن خير شاهد .
 
ويضيف الذهب "يظل موقف التحالف مما يجري مهماً، ويجب ان يقتنع بإيجابية ما جرى ويضاعف دعمه، وان يستثمر ذلك على الصعيد العسكري المشار إليه سلفاً في جبهات اخرى،
 
ويستطرد الذهب "سياسياً فان الرئيس هادي منوط باستثمار ما تحقق، وان يثبت تحمسه لما تحقق، فإذا ظهر أي خذلان منه ومن قيادة الجيش العلياـ وباعتقادي ان التحول المفاجئ باعتقادي ان انشقاقاً حصل بين مقاتلي صالح والحوثيين في تعز بسبب المفاوضات الفردية التي يجريها الحوثيون الان مع السعودية والمقاومة تم تبليغها بذلك فاهتبلت الفرصة للتقدم والاستمرار في التقدم لفك الحصار وتحرير المدينة من المليشيات".
 
انتصارات محدودة مالم يتم تحرير تعز بالكامل
 
الصحفي خالد الصمدي أوضح لـ "الموقع"، أن الانتصارات في الجبهة الغربية تعد كبيرة جدا، إلا أنها بحسب وصفه، تبقى محدودة مالم يتم فك الحصار الكلي على المدينة، من خلال فتح جبهة من جهة إب، والمخا.
 
ويضيف: "ولا شك هناك ضغوطات دولية لوقف الحرب في اليمن. والجميع يعلم ان إطالة امد الحرب له انعكاسات سلبية ومخاطر وخيمة".