أثارت "قمة جدة للأمن والتنمية" التي رعتها السعودية بحضور الرئيس الأمريكي جو بايدن وممثلي تسع دول عربية، باستثناء اليمن، موجة سخط وتنديد واسعين بين أوساط اليمنيين.

وانطلقت في مدينة جدة السعودية، ظهر اليوم السبت، قمة جدة للأمن والتنمية، بعد وصول القادة المشاركين فيها، والتي تبحث المستجدات الإقليمية والدولية، وسبل توسيع التعاون بين الدول المشاركة، لا سيما في المجالات الاقتصادية والأمن الغذائي والطاقة والمياه.

وشارك في القمة إلى جانب الرئيس الأمريكي جو بايدن قادة دول مجلس التعاون الخليجي، والعاهل الأردني، والرئيس المصري، ورئيس مجلس الوزراء العراقي، فيما تعمدت السعودية عدم اشراك اليمن التي تعد البوابة الأمنية الجنوبية للجزيرة العربية وتشهد حربا منذ ثماني سنوات.

وعبر يمنيون عن استيائهم من التعمد الواضح لدول مجلس التعاون الخليجي واهمال الجانب اليمني من المشاركة بالقمة كون القمة بشأن الأمن والتنمية، الأمر الذي كان يجب أن يكون اليمن من أول الدول المشاركة كونه يمثل البوابة الأمنية الجنوبية للجزيرة العربية وتقود فيه جماعة الحوثي المدعومة من إيران حربا منذ سنوات.

اليمن الحاضر الضائع

وفي السياق قال أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة صنعاء عبد الباقي شمسان إن "اليمن الحاضر الضائع خارج الإرادة الوطنية".

وأضاف "السعودية وافقت على تمديد الهدنة والأصل الدستوري والحق الدولي -وفقًا للمواثيق الدولية- أن السلطة اليمنية  توافق أو ترفض وتعلم دول ما تسمى التحالف العربي؛ استناد للأعراف والمواثيق الدولية".

وتابع شمسان "كل المؤشرات تدل أن اليمن خارج الإرادة الوطنية، وأن دول الإقليم والدول المهيمنة تتفاوض على كعكة اليمن بغياب أصحاب الشأن"، مستدركا "المنطق الحقوقي والدستوري يشترط أن يكون رئيس مجلس الرئاسة اليمنية  رشاد العليمي فاعلًا ومطلبا إقليميًا ودوليا".

وأكد أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة صنعاء أن "غياب الجماعات والشخصيات الوطنية المعبرة عن تطلعات وإرادة الشعب اليمني، كارثة وطنية وقومية سوف تمتد نتائجها لعقود، فأغلب "النخب" اليمنية المنتجةً اقليما عبارة عن مقاولين أشد خطر من الحوثيين والانفصاليين".

اليمن ملحق للرياض

من جانيه قال الصحفي وديع عطا "لا أحد يتحمل مسؤولية تغييب اليمن عن أي قمة أو محفل يفترض أنه جزء منه، إلا نخبتها المستخدَمة".

وأضاف "الحقيقة بدون مغالطة ولا تجميل أن واشنطن باتت تنظر ليمن ما  بعد 2015 أنها مجرد ملف ملحق بـ الرياض؛ لا سيادة ولا هدرة زيادة"، متابعا "باختصار نحن لا نتعرض للتدمير والتجريف فقط بل حتى للإلغاء".

من جهته يرجع الباحث اليمني رئيس مركز أبعاد للدراسات عبدالسلام محمد رؤية واشنطن للملف اليمني من كونه ليس ملفا مستقلا ومهما للأمن الاقليمي سببه إلى الفشل في إدارة الحرب من قبل الحكومة خلال ال7 سنوات الماضية.

وأكد أن ذلك سببا في الفشل على كل المستويات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والعسكرية. وقال "مالم تحصل مراجعة، سنجد اليمن مجرد مشكلة بين ميلشيات، وليست دولة معترف بها".

براميل نفايات

بدورها الناشطة سناء البدوي علقت بالقول "ألا ليت الزمان يرجع ويرجع وضعنا الأول، اعتقد ما في أكثر من كذا زمن مر على اليمنيين بإهانة لليمن شعب وحكومة".

وأضافت "المقرف إنه حكومة بكلها مغتربة بالسعودية زي الخدم عندهم، وقمة يحضرها الكل ويغيب اليمن، يخس عليكم لو عندكم ذرة كرامة ما بقيتكم بالسعودية" حد قوله.

وتابعت "ارخصتم بأنفسكم واخترتم أن تكونوا كبراميل نفايات لهم".

في حين قال المفكر عصام القيسي "نفس القوى الدولية والإقليمية التي وطنت الكيان الصهيوني ووطدته بفلسطين هي التي توطن الكيان السلالي في اليمن اليوم، وبنفس الأسلوب المسرحي تقريبا".

وأضاف "اليمن هي فلسطين الثانية لكن في ظروف أسوأ".

اليمن مجرد إمارة للسعودية

الإعلامي سمير الصلاحي كتب "للأمانة شعرت بالغبن وأنا أشاهد جميع الزعماء والقادة في القمة السعودية الأمريكية يتحدثون عن الازمة اليمنية وسط غياب الرئيس اليمني".

وقال "طالما لم تتم دعوته فكان عليه عدم الحضور ويكتفي بإرسال وزير الخارجية للقاءات الجانبية".

الكاتب الصحفي صدام أبو عاصم، قال إن "اليمن بالنسبة للسعودية هي إمارة مثلها مثل حائل مثل عسي، وبالتالي كيف يدعى أمير إمارة لقمة دولية".

وأتبع مخاطبا اليمنيين "لا تزعلوا نحن وضعنا أنفسنا بهذه المكانة، وإلا لو كان الأمر بيد مسؤولينا لكانوا نسقوا بشكل منفرد مع مبعوث بايدن الخاص لليمن أو سفير أمريكا وإبداء رغبتهم في لقاء زعيم أمريكا وطرح رؤيتهم لحل الأزمة".

كذلك الكاتب الصحفي محمد العلائي، عبر عن سخطه من استبعاد اليمن من المشاركة في قمة جدة بأبيات شعرية للبردني بالقول:

 يا رؤى الليل.. يا عيونَ الظهيرةْ

هل رأيتُنَّ موطني والعَشيرهْ؟

يا رؤى، يا نجومُ.. أين بلادي؟

لي بلادٌ كانت بشبه الجزيرهْ

البردوني، "مسافرة بلا مهمة"

فيما الصحفي محمد الجرادي اكتفى بالقول "حضر الكاظمي المنصب إيرانيا حاكما للعراق ولم يحضر العليمي المنصب خليجيا حاكما لليمن".

وغرد الصحفي صالح منصر اليافعي بالقول: "الرئيس رشاد العليمي أهان نفسه وأهان معه اليمن، لم يسمحوا له بحضور القمة".