تحرك تركي جريء لترميم العلاقات الخارجية خصوصا مع روسيا
- كمال صالح الثلاثاء, 28 يونيو, 2016 - 03:22 صباحاً
تحرك تركي جريء لترميم العلاقات الخارجية خصوصا مع روسيا

قررت أنقرة أخيرا، وضع حد للتوتر الذي ساد العلاقة بين تركيا وروسيا، على خلفية إسقاط طائرة حربية روسية قرب الحدود السورية قبل عدة أشهر.
 
وتزامن هذا التحرك، مع إعلان تركيا وإسرائيل، تطبيع العلاقات بين البلدين، وإجراء اتفاق شامل حول أسباب توتر العلاقة بين الدولتين، وكذا حول وضع قطاع غزة، والحصار المفروض عليه.
 
وفي هذا السياق، أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اتصالا هاتفيا، بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعرب فيه عن حزنه العميق حيال إسقاط المقاتلة الروسية العام الماضي.
 
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إن الرئيس أردوغان، قدم تعازيه لذوي الطيار الذي قتل في الحادثة، داعيا، نظيره الروسي، إلى إعادة العلاقات الودّية التقليدية بين البلدين، والتعاون من أجل إيجاد حلول للمشاكل الإقليمية، والقيام بمكافحة مشتركة للإرهاب.
 
وأشار المتحدث، إلى أن روسيا وتركيا "اتفقتا على اتخاذ كافة الخطوات من أجل تطوير العلاقات بين البلدين".
 
ويأتي هذا، في الوقت الذي يزداد الصراع على الحدود الجنوبية لتركيا، في سوريا والعراق، تعقيدا، خصوصا مع تزايد مخاوف تركيا، من تحركات المجموعة الكردية، على الحدود العراقية السورية التركية، وهي المجموعات التي تتلقى دعما عسكريا وسياسيا من حكومات غربية في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.
 
وتعليقا على هذا التطور، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن العلاقات بين موسكو وأنقرة، سوف تطبع في أقرب وقت ممكن، تاركة وراءها الوضع الحالي الذي يضر بالبلدين.
 
وأضاف أردوغان: "تم اتخاذ خطوات باتجاه القضاء على الآثار السلبية الناجمة عن الأزمة مع موسكو على خلفية إسقاط المقاتلة الروسية العام الماضي".
 
وقال: "لقد أعربت في رسالتي التي بعثتها إلى السيد بوتين، عن حزني للحادث (إسقاط الطائرة الروسية)، وأيضاً ذكّرته بفرص التعاون الإقليمي التي يمكننا إجراؤها على نطاق واسع".
 
هذا ومن المتوقع أن يقوم وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أغلو، بزيارة روسيا الاتحادية مطلع يوليو القادم، للمشاركة في اجتماع منظمة التعاون الاقتصادي للبحر الأسود.
 
وفي أول رد رسمي روسي على الخطوة التركية، قال مسؤول حماية حقوق المستثمرين في الرئاسة الروسية، بوريس تيتوف، في تصريحات له يوم أمس الإثنين، إن رسالة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لنظيره الروسي، فلاديمير بوتين، بعثت الأمل في تطبيع العلاقات بين البلدين.
 
ونقلت وكالة "أنترفاكس"، الروسية، عن تيتوف، قوله، إن خطوات تطبيع العلاقات الروسية التركية سيكون له أثر إيجابي على عالم الأعمال الروسي، لافتا إلى أن "تركيا من أكثر البلدان ارتباطًا مع روسيا".
 
وتزامنت هذه الخطوة التي قامت بها تركيا تجاه موسكو، مع إعلان التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل، ينهي التوتر والقطيعة السياسية التي تجاوز عمرها عدة أعوام.
 
وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم أمس الإثنين، إن بلاده توصلت إلى اتفاق لتطبيع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل يوقع غدا الثلاثاء وذلك بعد قطيعة دامت ست سنوات.
 
 وأضاف يلديريم أن تبادلا للسفراء بين البلدين سيجري "في أقرب وقت ممكن"، مشيرا إلى أن الاتفاق تضمن بنودا لحل المسائل الشائكة بين الطرفين خاصة قضية تعويض أسر ضحايا الاعتداء الإسرائيلي على سفينة مساعدات تركية كانت متوجهة لقطاع غزة العام 2010.
 
وأوضح يلديريم أن إسرائيل ستدفع 20 مليون دولار تعويضات لضحايا سفينة "مافي مرمرة" التركية التي كانت جزءا من "أسطول الحرية" للمساعدات والذي كان متجها لقطاع غزة العام 2010، مضيفا أن الاتفاق مع إسرائيل يشمل أيضا مسألة حصار غزة وإرسال المساعدات إلى القطاع، وأن أول سفينة محملة بعشرة أطنان من المساعدات للقطاع ستتوجه إلى ميناء أسدود الجمعة المقبلة بمقتضى الاتفاق.
 
الرئيس التركي بدوره، قال إن المساعدات الغذائية والصحية والسكنية والاحتياجات الرئيسية، ستصل إلى غزة عن طريق تركيا، مشيرا إلى أن تركيا تدرس إيصال سفينة تحمل 14 ألف طن من المساعدات إلى غزة قبل عيد الفطر.
 
وأكد أردوغان أنهم "لم يقبلوا لغاية اليوم بأي شرط أو ضغوط من شأنها أن تُخل بحقوق الفلسطينيين، وتُؤذي أرواح شهداء سفينة "مافي مرمرة"، ولن يقبلوا بذلك"، مضيفا: "إن شاء الله سنتخذ خطوات سريعة من أجل تفادي الضرر الذي عاشه الفلسطينين في غزة منذ سنوات طويلة".
 
بدوره أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس الإثنين، التوصل لاتفاق تطبيع العلاقات مع تركيا بعد قطيعة دامت ست سنوات.
 
 وقال نتانياهو "إن الفوائد الاقتصادية التي ستجنيها إسرائيل من هذا الاتفاق ستكون عظيمة"، مؤكدا أن هذه خطوة مهمة أن تقوم إسرائيل بتطبيع علاقاتها مع تركيا، في الوقت الذي وصف وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري هذا الاتفاق بالخطوة الإيجابية.
 


التعليقات