توقع خسارة المملكة 75 مليار دولار على مدى فترة ثمانية أشهر من الإنتاج الضائع وحده
ناشيونال إنترست: هجوم أرامكو كشف عن ضعف البنية التحتية للطاقة في السعودية (ترجمة خاصة)
- ترجمة خاصة الخميس, 10 أكتوبر, 2019 - 04:35 مساءً
ناشيونال إنترست: هجوم أرامكو كشف عن ضعف البنية التحتية للطاقة في السعودية (ترجمة خاصة)

[ بقايا صورايخ وطائرات مسيرة استهدفت معملي أرامكو السعودية ]

قالت صحيفة ناشيونال إنترست إن الهجوم على معملي النفط لشركة أرامكو كشف عن الضعف الشديد للبنية التحتية للطاقة في المملكة العربية السعودية والمخاطر الجيوسياسية الجوهرية الملازمة لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الصفقة النووية الإيرانية.

 

وأضافت الصحيفة في تقرير لها أعده الباحث "نيكولا دي بلاسيو" وترجمه للعربية "الموقع بوست"، عندما هاجمت أكثر من عشرين طائرة بدون طيار وصواريخ كروز البنية التحتية للطاقة في السعودية مؤخرًا، قاموا بإنزال ما يقرب من نصف إنتاج المملكة من النفط.

 

وبحسب الباحث فإن تأثير الهجوم على معملي بقيق وخريص سيكون له ثأثيرات على أمن الطاقة طويل الأمد وتأثيرات جيوسياسية على المملكة العربية السعودية وبقية العالم.

 

وقال إن الضرب الجراحي على بقيق وخريص، الذي يُزعم أن إيران قامت به على الرغم من تبني الحوثيين اليمنيين له، استحوذ على أكثر من 5.7 ملايين برميل من الطاقة النفطية - أي حوالي 5% من إمدادات النفط العالمية. في الأيام العشرة التالية، سارعت أرامكو، شركة النفط الوطنية في البلاد، إلى طمأنة العملاء بأنها ستتمكن من استعادة العمليات والوفاء بجميع التزاماتها التعاقدية. ومع ذلك، يزعم الخبراء أنه من غير المرجح أن تتمكن أرامكو من استعادة طاقتها الإنتاجية الكاملة في أقل من ثمانية أشهر.

 

يقول الباحث إن هذه الأحداث تسلط الضوء على الضعف الشديد للبنية التحتية للطاقة في المملكة العربية السعودية والمخاطر الجيوسياسية الجوهرية الملازمة لقرار الرئيس دونالد ترامب بالانسحاب من الصفقة النووية الإيرانية.

 

يضيف "كان الأساس المنطقي للإدارة هو أن فرض عقوبات أشد سوف يجوع إيران من الناحية الاقتصادية ويجبرها على توقيع اتفاق أقل تعقيدا. نجحت خطة ترامب في الإضرار بالاقتصاد الإيراني، لكن إيران -من أجل زيادة قوتها التفاوضية- زادت من محاولاتها لتعطيل أسواق الطاقة".

 

وتابع "خلال معظم العقود الأربعة الماضية، كانت المملكة العربية السعودية أكبر منتج ومصدر للنفط في العالم. لذلك، كان من المنطقي اقتصاديًا الاستفادة من وفورات الحجم من خلال بناء منشآت مركزية كبيرة جدًا ولكن كما أوضحت الهجمات، فقد خلق هذا خطرًا كبيرًا على النظام. ولإصلاحها، تحتاج هذه المصانع المتطورة للغاية إلى أجزاء ومعدات مكلفة حسب الطلب والتي سوف يستغرق المقاولون شهورًا لتصنيعها وتوصيلها وتثبيتها".

 

وأردف "خلال هذا الوقت، قد تخسر المملكة العربية السعودية أكثر من 300 مليون دولار في اليوم أو أقل بقليل من 75 مليار دولار على مدى فترة ثمانية أشهر من الإنتاج الضائع وحده".

 

ولفت إلى أن ذلك سيؤدي إلى وضع انحناء خطير في الخزانة السعودية ويجعل من الصعب للغاية على المملكة الوفاء بالتزاماتها تجاه البرامج الاجتماعية المحلية والتي تعتبر التزامات بالغة الأهمية للاستقرار الداخلي في البلاد.

 

وقال "لجمع الأموال اللازمة لتنويع اقتصادها المعتمد على النفط، خططت الحكومة السعودية لبيع 5% من أرامكو، من خلال طرح عام أولي. الآن، ليس من الواضح ما إذا كان البيع سيحدث، حيث سيتعين على المشترين المحتملين أن يعالجوا ضعف البنية التحتية النظامية والمخاطر الجيوسياسية".

 

وتساءل الباحث الأمريكي عن مدى ضعف البنية التحتية للطاقة في المملكة العربية السعودية؟ إذا تمكن أسطول واحد من الطائرات بدون طيار من شق طريقه عبر المجال الجوي السعودي دون أن يتم اكتشافه وضرب أهدافًا بدقة وأضرار قصوى، عندئذ يجب على المرء أن يستنتج أن حصانة الضعف مرتفعة جدًا.

 

واستطرد: ماذا لو كانت هناك حرب واسعة النطاق مع إيران؟ ما مدى صعوبة إخراج الغالبية العظمى من البنية التحتية للطاقة المركزية في السعودية؟ علاوة على ذلك، فإن ضعف البنية التحتية للمملكة يتجاوز صناعة الطاقة، حيث يتم إنتاج حوالي 50% من إمداداتها من المياه -وهو أمر بالغ الأهمية بالنسبة لبلد صحراوي- من قبل العديد من محطات تحلية المياه الكبيرة. تزود عاصمة الرياض، الواقعة في قلب البلاد، بمياه تحلية يتم ضخها من الخليج الفارسي على بعد 467 كيلومتراً. إذا تم قصف هذا المجمع، فسيؤثر ذلك على إمدادات المياه لـ7.7 مليون شخص.

 

للمضي قدماً، يقول الباحث "يجب على السعوديين دمج المزيد من المرونة والتكرار في بنيتهم ​​التحتية، لكن هذا سيستغرق سنوات عديدة وأموالاً كبيرة".

 

على المدى القصير -حسب الباحث- فإن خيارات المملكة العربية السعودية محدودة. يمكن أن ترد على إيران والمخاطرة ببدء حرب، والتي من غير المرجح أن تفوز بها دون دعم كبير من الولايات المتحدة وهو دعم لا يبدو أنه وشيك، مؤكدا أن تؤدي الحرب إلى زعزعة استقرار أسواق النفط العالمية بالكامل.

 

وخلص الباحث أنه بشكل أكثر واقعية، يمكن لجميع الأطراف أخيرًا بدء مفاوضات لمعرفة ما إذا كان هناك طريق لتسوية القضايا الرئيسية التي تقسم المنطقة مثل الحرب في اليمن وقرار إيران بإعادة تشغيل برنامج التخصيب النووي واستمرار فرض العقوبات الاقتصادية التي هي تجويع بنجاح الاقتصاد الإيراني.

 

وقال "ليس هناك ما يضمن نجاح مثل هذه المفاوضات، لكن البديل سيكون له عواقب وخيمة على المملكة العربية السعودية والمنطقة وعلى استقرار أسواق الطاقة والاقتصاد في العالم".

 

---------------------------------------------

 

* نيكولا دي بلاسيو هو زميل أقدم في برنامج البيئة والموارد الطبيعية في مركز بيلفر في مدرسة هارفارد كينيدي ونائب الرئيس السابق ورئيس قسم البحث والتطوير الدولي في إيني، وهي شركة طاقة كبرى. هنري لي هو مدير مركز بيلفر للعلوم والشؤون الدولية بمدرسة هارفارد.

 

* يمكن الرجوع للمادة الأصل هنا

 

* ترجمة خاصة بالموقع بوست


التعليقات