[ مجلس انتخابات ولاية كارولينا الشمالية أكد قدرته على التعامل مع كل بطاقات الاقتراع (رويترز) ]
افتتحت ولاية كارولينا الشمالية عملية الاقتراع في انتخابات الرئاسة الأميركية هذا العام بإرسال بطاقات الاقتراع عبر البريد إلى الناخبين المسجلين الذين طلبوها، تتبعها في السياق ذاته 35 ولاية تسمح قوانينها بطلب بطاقات الاقتراع قبل يوم التصويت.
وفي ظل تشكيك البعض في العملية ومخاوف من عدم قدرة خدمات البريد على إيصال بطاقات الاقتراع في المواعيد المحددة، يؤكد مسؤولو مجلس انتخابات الولاية أن لديهم القدرة على التعامل مع كل بطاقات الاقتراع والتأكد من صحة التواقيع عليها.
ودفع تشكيك الرئيس دونالد ترامب والجمهوريين في قدرة خدمات البريد على إيصال بطاقات الاقتراع في المواعيد المحددة، بعض الناخبين إلى حسم أمرهم بالتصويت المباشر.
وفي التاسع من الشهر الحالي تلحق ولاية ألاباما بكارولينا الشمالية، ويوم 15 من الشهر ذاته تنضم ولاية كينتكي إلى القافلة التي تتسع لاحقا لتضم ولايات أخرى تتيح القوانين فيها إرسال بطاقات الاقتراع للناخبين قبل شهر من موعد الانتخابات، وتحدد قوانين كل ولاية شروط الحصول عليها والموعد النهائي لقبولها، ويمكن للناخبين في 35 ولاية طلب بطاقات الاقتراع حتى يوم الانتخابات.
ازدراء الجيش
وفي السياق، نفى الرئيس ترامب مزاعم بأنه أطلق على الجنود الأميركيين الذين لقوا حتفهم في المعارك أي وصف ما عدا أنهم أبطال، وأضاف أن كل ما هو دون ذلك هو محض أنباء زائفة نسجتها جهات وصفها بالفاشلة في محاولة للتأثير على الانتخابات الرئاسية، وانتقد مجلة "أتلانتيك" التي نشرت تلك الادعاءات قائلا إنه لا يقرؤها.
واستثمر المرشح الديمقراطي جو بايدن الفرصة لمهاجمة ترامب، وقال إنه "لا يصلح للرئاسة إذا كان ما نشر عن ازدرائه للجيش صحيحا".
وقال بايدن "إذا كان ما كتب في مجلة أتلانتيك صحيحا، فهو يؤكد ما تعتقده الأغلبية أن ترامب لا يصلح لمنصب الرئيس أو أن يكون القائد الأعلى للقوات المسلحة".
وكانت أتلانتيك ذكرت أن الرئيس وصف العسكريين الأميركيين الذين قتلوا ودفنوا في أوروبا بأنهم "خاسرون"، ورفض زيارة مقبرة أميركية خلال رحلة إلى فرنسا عام 2018 لأنه اعتقد أنها غير مهمة.
إدارة الاقتصاد
وفي خضم الصراع الانتخابي، يعتزم بايدن تركيز انتقاداته على طريقة إدارة ترامب للاقتصاد الذي دمره فيروس كورونا بعد أن أظهرت بيانات أمس الجمعة تباطؤ نمو الوظائف.
ومع انطلاق كلتا الحملتين بأقصى قوة فيما قد يصبح واحدا من أكثر السباقات الرئاسية أهمية في تاريخ الولايات المتحدة الحديث، ذكرت وزارة العمل أن الوظائف خارج القطاع الزراعي زادت بمقدار 1.37 مليون وظيفة الشهر الماضي، أي أقل مما كانت عليه في يوليو/تموز الماضي.
وسلط ترامب وزملاؤه الجمهوريون الضوء على انخفاض معدل البطالة في أغسطس/آب السابق كمؤشر على أن الاقتصاد يتحسن بعد الصدمة من عمليات الإغلاق نتيجة تفشي فيروس كورونا التي دمرت الأعمال الصغيرة.
ويبدو أن ترامب سيخوض انتخابات 3 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في وقت لا يزال يعاني فيه الاقتصاد من الشلل، وفي الوقت الذي تحيط به تساؤلات جدية بشأن طريقة تعامله مع الوباء الذي أودى بحياة أكثر من 186 ألف شخص في الولايات المتحدة.
وبالنسبة لمعظم الناخبين، يظل الاقتصاد مشكلة رئيسية، ولا يزال التوظيف في الولايات المتحدة أقل من مستوى ما قبل الوباء، ومعدل البطالة أعلى مما كان عليه في فبراير/شباط الماضي.
حملات انتخابية
رغم أن عطلة عيد العمال تمثل عادة بداية مرحلة أكثر نشاطا في السباق نحو البيت الأبيض، فقد نال كل من بايدن وترامب دفعة الأسبوع الماضي بأنشطة مختلفة بعد مؤتمرات حزبية متتالية.
وسيلقي بايدن، الذي يتفوق على ترامب في استطلاعات الرأي، كلمة من قاعدته في ولمنغتون بولاية ديلاوير، وكان قد سافر قبلها إلى بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا، وكينوشا بولاية ويسكونسن، وكلتاهما من الولايات التي تساعد في تحديد الفائز بالانتخابات.
أما ترامب فقد زار كينوشا، حيث اشتبك متظاهرون مناهضون للعنصرية مع أنصاره بعد إطلاق الشرطة النار على رجل أسود، وكانت له محطات في ولايتي بنسلفانيا وكارولينا الشمالية، وهي ولاية رئيسية أخرى.
ونال ترامب اليوم الجمعة تأييد أكبر نقابة شرطة في الولايات المتحدة تضم 355 ألف عضو، وفي غضون ذلك، أعلنت حملة بايدن حصولها على تأييد ما يقرب من 200 من مسؤولي إنفاذ القانون الحاليين والسابقين، في تحد لتأكيد ترامب أنه مرشح "القانون والنظام".
وأظهر أحدث استطلاع لرويترز إبسوس أن السباق ظل مستقرا نسبيا على مدى الأسابيع الماضية، مع تقدم بايدن بفارق 7 نقاط مئوية على ترامب على الصعيد الوطني.