العيد كضيفٍ ثقيلٍ على اليمنيين.. مناسبة محزنة والدواجن بديلاً عن الأضاحي (تقرير)
- خاص الجمعة, 14 يونيو, 2024 - 08:50 مساءً
العيد كضيفٍ ثقيلٍ على اليمنيين.. مناسبة محزنة والدواجن بديلاً عن الأضاحي (تقرير)

[ أسواق المواشي في مدينة إب ]

"العيد مناسبة محزنة، فالعين بصيرة واليد قصيرة".. بهذه الكلمات يُلخّص التربوي عبده عثمان (47 عاما) وضع الملايين من اليمنيين ممن لم يستطيعوا شراء أضاحي العيد في بلادٍ تشهد صراعا منذ قرابة عقد.

 

اعتاد عثمان الموظف في مكتب التربية بمحافظة إب (وسط اليمن) الخاضعة لسيطرة الحوثيين شراء رأس ماشية في عيد الأضحى المبارك، من كل عام كأضحية، لكنه لم يفعل ذلك منذ ست سنوات بسبب غلاء المعيشة الكبير الذي تشهده البلاد وانقطاع الرواتب.

 

في حديث لـ "الموقع بوست" يقول عثمان بصوت ممزوج بالحسرة إن الأضحية أصبحت مستحيلة كالحج في الإسلام "لمن استطاع إليها سبيلا"، مع ارتفاع أسعار الأضاحي ومجمل السلع من المواد الغذائية.

 

يستذكر عثمان قبل انقطاع الراتب كيف كان يوفر جزءاً من راتبه لشراء الأضحية كلما سمحت له الفرصة، أما خلال السنوات الأخيرة فقد توقف راتبه، وارتفعت أسعار الأضاحي “بشكل كبير يعجز عنه الكثيرون، حد تعبيره.

 

ضيف ثقيل

 

ويشكو اليمنيون من ارتفاع ملحوظ في الأسعار نتيجة استمرار تراجع العملة في البلد الفقير، الذي يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم.

 

 

ويحل عيد الأضحى هذا العام الذي يصادف بعد غد الأحد ضيفا ثقيلا على كاهل اليمنيين الذين يرزحون تحت وطأت الحرب التي دخلت عامها التاسع على التوالي مع انقطاع الرواتب وتوقف غالبية الأعمال، دون أي بارقة أمل في الأفق لحل الأزمة.

 

فغلاء أسعار الأضاحي يمثل مشكلة سنوية في عموم أنحاء اليمن، في ظل انقسام النظام المصرفي والاقتصادي بين عدن وصنعاء. وأدى هذا التضخم إلى حرمان اليمنيين من فرحة استقبال عيد الأضحى، نتيجة عدم قدرة الكثيرين على توفير متطلباته الأساسية، بما في ذلك شراء ملابس جديدة.

 

مناسبة محزنة

 

وفي الشأن ذاته، جبران محمد، عامل بالأجر اليومي، أكد أن حالة المواطن المعيشية، حالت دون شراء أضحية العيد، وبات هم المواطن البسيط توفير لقمة العيش، والأشياء الضرورية للأسرة، والاستغناء عن كافة الكماليات الأخرى.

 

في حديث لـ "الموقع بوست" يقول محمد "تعودت خلال السنوات الماضية على شراء الدجاج بديلا عن الأضحية، كغيري من آلاف اليمنيين الذين انقطع مصدر رزقهم بتوقف الأعمال، منذ سنوات".

 

وأضاف "بالنسبة لي لم أعد أفكر بالأضحية كحال الكثير ممن يعرفهم بسبب الظروف الصعبة التي يعيشونها اثر الحرب، التي سببت لهم العجز الكبير في سد احتياجاتهم الأساسية".

 

وتابع محمد "بصفة شخصية لا أهتم بشراء الأضحية خلال السنوات الأخيرة، وأصبح جل همنا توفير قوت يومنا للبقاء وعائلتي على قيد الحياة"، مستدركا بالقول إن "ميسوري الحال يكتفون بشراء لحم العيد بـ "الكيلو" من محلات التجزئة، فيما السواد الأعظم من المجتمع اليمني، يعجزون عن شراء حتى "كيلو" واحد من اللحم".

 

 

حال عثمان ومحمد، كحال ملايين اليمنيين الذين لا يمتلكون ثمن الأضاحي، ويعتبرون العيد مناسبة حزينة وناقصة الفرحة لهم ولعائلاتهم. فاليوم الذي كان سيجلب الفرحة إلى منازلهم ووجوه أطفالهم بات مناسبة لتذكيرهم بأوضاع بائسة عجز الكثيرون منهم عن شراء الأضحية، والاعتماد في العيد على الدواجن.

 

ركود الأضاحي في الأسواق

 

وتشهد أسواق المواشي المحلية هذا الموسم ركودا غير مسبوق رغم التراجع الملحوظ في أسعار الأضاحي مقارنة بالعام الماضي والأعوام السابقة في مناطق سيطرة الحوثيين، ففي محافظة إب التي يسيطر عليها الحوثيون وصل سعر الخروف الصغير إلى 45 ألف ريال يمني، ما يعادل 90 دولار أمريكي، أما سعر الخروف المتوسط فوصل إلى 70 ألف ريال أي ما يعادل 120 دولار، كما ترتفع القيمة في اليمن بحسب حجم الأضحية المعروضة للبيع.

 

ويعزوا تجار المواشي هذا الركود في معظم الأسواق اليمنية إلى تراجع القوة الشرائية لدى المواطنين وانعدام السيولة النقدية مع انقطاع الرواتب وتوقف غالبية الأعمال، وتدهور الوضع المعيشي لدى المواطنين مع دخول الأزمة عامها التاسع.

 

ويعيش اليمن أزمة إنسانية حيث ذكر تقرير أممي أن أكثر من 24 مليون يمني بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية بمن فيهم 12 مليون طفل، كما يحتاج 17.8 مليون شخص لتوفير المساعدة الصحية.

 

وفي أحدث تقرير لها توقعت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، تفاقم انعدام الأمن الغذائي في معظم أنحاء اليمن خلال الفترة المقبلة مع احتمالية أن يصل إلى ذروته خلال شهري يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) المقبلين، بعد انخفاض المساعدات الغذائية العامة التي يقدمها برنامج الغذاء العالمي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية.

 


التعليقات