هل قتل خطاب التحريض والكراهية الفنان المسرحي في الضالع؟ (تقرير)
- الضالع - خاص الأحد, 24 يونيو, 2018 - 07:15 مساءً
هل قتل خطاب التحريض والكراهية الفنان المسرحي في الضالع؟ (تقرير)

[ الفنان المسرحي جلال عبدالله خلال قتله على يد مسلحين في الضالع ]

أثار مقتل الفنان المسرحي جلال عبدالله ،على يد مسلحين مجهولين في مدينة الضالع، عقب مهرجان عيدي ترفيهي، في قاعة سينما النصر، موجة غضب في أوساط المواطنين، وأثار تساؤلات عديده، عن الجهة التي قامت بالجريمة، وكشف غياب الأجهزة الأمنية وقوات الجيش والحزام الأمني، إذ بدت كلها عاجزة عن حماية المهرجان المقرر ومتابعة وكشف ملابسات الجريمة.

رواية وحيدة

بحسب مراسل "الموقع بوست" فإن الفنان المسرحي جلال عبدالله الذي كان يؤدي دور ( زنبقة) لقي مصرعه منتصف الليلة الماضية حين كان يتناول القات في أحد المنازل المستضيفة للفرقة المسرحية وسط مدينة الضالع، قبل أن يقدم مسلحون على تصفيته بإطلاق الرصاص الحي على رأسه.

وأظهرت صوره وحيده للفنان المسرحي عقب مقتله برصاصات في رأسه في مجلس عام دون أن تظهر الصورة أي تواجد لأشخاص بجواره، فيما يشير إلى أن الفنان كان وحيدا في المجلس.
 
تفاصيل جديدة

مصدر مصاحب للفرقة المسرحية قال لـ"الموقع بوست" إن المهرجان كان مقررا يومي الخميس والجمعة مساء ،ومخصصا للنساء والأطفال فقط، وبرعاية من الهلال الأحمر الإماراتي.

وأضاف المصدر أن مشرفة الهلال وتدعى أمل الصيادي قامت بتسكين الفرقة في منزل أحد أقاربها ويدعى دحان الصيادي، في مدينة الضالع، هو مسكن فارغ.
 
وتابع أن الفرقة عقب إفشال مسلحين للمهرجان، ذهب أعضاؤها للمبيت في المنزل المخصص، وكان أعضاء الفرقة يجلسون في ديوان المنزل، ليأتي مسلحون ويقوموا بإطلاق الرصاص من نافذة المجلس باتجاه الفنان جلال عبدالله ليردوه قتيلا.

مراسل "الموقع بوست" تمكن من الوصول إلى مصدر أمني في إدارة أمن الضالع، والذي بدوره أكد صحة الواقعه وقال إن الأجهزة الأمنية فور إبلاغها قامت بالنزول إلى مسرح الجريمة، ومباشرة إجراءاتها.

ولم يكشف المصدر تفاصيل أكثر عن الجريمة ودوافعها، وقال إن الأجهزة الأمنية لا تزال تقوم بإجراءاتها، ولم تتوصل بعد إلى شيء.

تشير المصادر إلى أن الفنان المسرحي جلال عبدالله لم يمضِ على قدومه إلى مدينة الضالع إلا يومين فقط، وبمعية فرقة مسرحية استضافها الهلال الأحمر الإماراتي لإقامة مهرجان عيدي، وهو ما يؤكد استبعاد وجود أي خلاف أو قضية ثأر خلف مقتل الفنان.

وبعكس ما ذهب إليه ناشطون في الضالع من كون انتماء الفنان للمحافظات الشمالية سببا لإقدام مسلحين على تصفيته، فإن الواقع وحيثيات الحادثة تؤكد استبعاد ذلك، فالمواطنون من أبناء المحافظات الشمالية يتواجدون في الضالع بشكل طبيعي ولا توجد أي استفزازات بحقهم.

واستبعد المصدر أن يكون إدخال الفن المسرحي إلى الضالع هو السبب وراء مقتل الفنان الذي كان يؤدي دور زنبقة على خشبات المسرح.

واعتبر المصدر أن تخصيص مهرجان للنساء فقط وهو ما أثار حفيظة تيارات متشددة اعتبرت ذلك تفسخا، وخروجا على مبادئ الدين، وصاحب ذلك حملة تحريض على وسائل التواصل الاجتماعي.
 
غياب الدولة

الناشط في الحراك الجنوبي محمود السنمي قال إن السبب وراء مقتل الفنان المسرحي زنبقة لم يكن مناطقيا، بل وجود ما أسماها دعوشة، والتي قال إنها بدأت تنمو في الضالع.

وأضاف - في منشور له على صفحته في فيسبوك - أن إقامة حفل خاص بالنساء أثار بعض الناس وقاموا بتحريض وشحن مما أدى إلى إزهاق روح بريئة.
 
ويتفق الكاتب والمحلل السياسي عبدالرقيب الهدياني مع السنمي ويرى أن الموضوع تجاوز العنصرية إلى الفوضى والتطرف الشامل الناتج لتسيد الميليشيات وغياب الدولة.

وأضاف الهدياني أن من حرضوا ضد الحفل الإماراتي في مدينة الضالع، شرعنوا للهجوم المسلح عليه وإرهاب النساء والأطفال وبرروا عملية القتل البشعة للفنان المسرحي.

خطاب الكراهية
 
الكاتب الصحفي فتحي بن لزرق يرى أن الشاب المسرحي المسكين الذي قتل في الضالع، هو ضحية خطاب كراهية مقيت ضد كل ما هو شمالي،وسجل بن لزرق اعترافا بمساهمته في هذا الخطاب الذي وصفه بالمجنون لسنوات.

وقال - في منشور له على فيسبوك – "أعترف أنني أخطأت كثيرا وأن أبرياء كثر يدفعون ثمن هذا النهج العنصري المقيت بسببي وبسبب النهج العدائي المجنون جنوبا".

ووعد ببذل ما في وسعه فيما بقي من عمره في مكافحة ما وصفه بالفكر الشاذ والمتطرف.

دعوة للضغط

وتعليقا على الحادثة وجه محافظ الضالع الأسبق فضل الجعدي دعوة لأبناء الضالع أن يقفوا صفاً واحداً لمتابعة أجهزة الضبط القضائية بالضغط عليها للقيام بواجبها الوطني والقانوني الجاد والمسؤول للتحقيق في قضية القتل وكشف أسبابها و دوافعها، والمتسببين فيها، ومحاكمتهم محاكمة فورية لينالوا جزاءهم العادل.

وقال الجعدي "إن ما يحاك للضالع خاصة ولكل الجنوب عامة كبير و أكبر من أن يحتمل".
 
صمت رسمي

 وبرغم ما أثارته الحادثة من حراك إعلامي، واستياء شعبي، فقد قابلتها السلطات المحلية بالمحافظة بالصمت المطبق.

 فلم يصدر عن السلطات المحلية أي توضيح أو إدانة للواقعة.

وانسحب الأمر ذاته على المكونات المجتمعية والحراكية ومنظمات المجتمع المدني، والأحزاب السياسية فلم يصدر حتى اللحظة أي بيان يدين الجريمة.


التعليقات