مقتل ضابط سعودي في حضرموت.. هل يفجر الصراع بين السعودية والإمارات؟
- حضرموت - خاص الجمعة, 20 سبتمبر, 2019 - 06:48 مساءً
مقتل ضابط سعودي في حضرموت.. هل يفجر الصراع بين السعودية والإمارات؟

[ مقتل الضابط السعودي في حضرموت.. هل بدأت المواجهات العسكرية بين السعودية والإمارات؟ ]

ليست المرة الأولى التي يطفو فيها إلى السطح ما يمكن وصفه ببوادر بدء الصراع بين الحليفتين الرياض وأبو ظبي والقائدتين للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.

 

وبدت بوادر الصراع تتجلى بشكل أكثر وضوحا في أحداث محافظة المهرة، والتي لم يعد خافيا فيها مظاهر الصراع بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.

 

فبعد أن مدت أبو ظبي سيطرتها في بوابة اليمن الشرقية عبر تشكيل وانشاء مليشيات مسلحة قامت بتدريبها ودعمها وكادت أن تبسط سيطرتها على المحافظة، دخلت الرياض على خط الاحداث هناك، وباتت في الوقت الراهن تفرض سيطرتها على المشهد هناك، برغم وجود معارضة قوية من قبل ابناء المحافظة.

 

سقطرى

 

وفي وقت سابق بعد الأزمة التي حدثت بين الحكومة الشرعية ودولة الامارات في محافظة سقطرى، دخلت المملكة على خط المحافظة الهادئة كشرطي في مهمة إطفاء حرائق أبو ظبي هناك.

 

وبعد مرور مدة طويلة تبين أن دولة الإمارات لم تزل عازمة على السيطرة، ولم يكن ما حدث إلا مناورة فحسب.

 

قبيل سابيع عاد التوتر مجددا إلى أرخبيل سقطرى عقب عودة ما يوصف بالحاكم الإماراتي العميد / المزروعي إلى المحافظة والذي تلا عودته بأيام عودة التوتر بين القوات الحكومية ومليشيا الإنتقالي التي قامت بالسيطرة على مؤسسة الكهرباء ومنعت ناقلة ديزل سعودية من دخول مدينة قلنسية، وهو الأمر الذي كاد أن يفجر مواجهات بين الجانبين، لتتجلى الصورة لاحقا عن ما يمكن وصفه بالخضوع السعودي والحكومي لابو ظبي وادواتها العسكرية المحلية تجنبا للصراع المسلح.

 

حضرموت

 

ومع الهدوء النسبي الذي شهدته المحافظات الجنوبية من اليمن فقد اتجهت الآلة الاعلامية الممولة من أبو ظبي وأدواتها المحلية، ممثلة بالمجلس الإنتقالي إلى فتح جبهة جديدة، بدأت بوادرها في الهجوم الحاد عسكريا وإعلاميا على القوات الحكومية في شبوة ووادي حضرموت، وصل الى حد الافصاح وتبني قوات الحزام الامني لعدة عمليات وكمائن اوقعت قتلى وجرحى في صفوف القوات الحكومية.

 

ولم تزل الحملة مستمرة وتنادي بضرورة تحرير شبوة ووادي حضرموت برغم أن الوادي والصحراء يقع تحت سيطرة ونفوذ المملكة العربية السعودية.

 

وبدى الأمر كما لو أنه تدشينا لحرب وصراع مع المملكة ذاتها.

 

وكان لافتا كشف صحيفة عكاظ السعودية الثلاثاء، عن مخطط للمجلس الإنتقالي ولقاءات لتفجير الوضع في وادي حضرموت.

 

هل تقصم القشة ظهر البعير؟

 

ما كشفت عنه صحيفة عكاظ السعودية عن مخطط للمجلس الإنتقالي المدعوم إماراتيا لتفجير الوضع بوادي حضرموت كانت بدايته غير متوقعة.

 

إذ أفاق السعوديين واليمنيين والعالم على نبأ مقتل قائد قوات التحالف العربي في محافظة حضرموت العميد الركن/ بندر بن مزيد العتيبي المعروف بلقب أبو نواف، وقتل معه أربعة جنود آخرين اثنان منهم سعوديين والآخران يمنيين، بالإضافة الى إصابة أكثر من 10 عسكريين آخرين بحسب مصادر عسكرية.

 

استمرار التصعيد

 

وبرغم تأكد مقتل قائد التحالف بحضرموت والشي يفترض على إثره أن تتوقف أبو ظبي وحلفائها عن التصعيد الاعلامي احتراما لمصيبة الحليف، فإن التصعيد الإعلامي من قبل أدوات أبو ظبي مستمرا ويتخذ من تأييد قرار المحافظ بإيقاف تصدير النفط مطية للتأكيد على تحرير وادي حضرموت من القوات الحكومية، وضرورة اقتلاع الإرهاب من وادي حضرموت، والذي يرى في القوات الحكومية والاخرى المدعومة من الرياض مثالا له مستمر.

 

وهو تصعيد يؤكد أن الصراع انتقل بشكل واضح الى صراع عسكري بين الرياض وابو ظبي وقد تبدت اولى ملامحه في حادثة الاغتيال الغامضة.

 

صمت

 

ما يرجح أن المحادثة لها أبعادها ودلالاتها ومن خلفها خبايا كثيرة صمت السلطات السعودية الرسمية عن الحادثة إذ لم يصدر أي بيان نعي أو تصريح يكشف ملابساتها.

 

دلالات

 

وفي الوقت الراهن تثار التساؤلات عقب مقتل قائد التحالف العربي سعودي الجنسية في وادي حضرموت والتصعيد والتحريض على استهداف القوات الحكومية وتفجير الاوضاع في وادي حضرموت، عن دلالات الحادثة الكبيرة واختيار انصار أبو ظبي هذا التوقيت المتزامن مع ما يمكن وصفها بالنسبة التي منيت بها الرياض على اثر حادثة ارامكو ؟ وهل بدأت أبو ظبي تدشين صراعها مع الرياض؟

 

المؤكد أن حادثة مقتل قائد قوات التحالف بحضرموت لم تكن وفق عملية سهلة فلا يمكن تنفيذها الا بعملية استخباراتية دقيقة، والمؤكد أن المستهدف هو التواجد السعودي في وادي حضرموت والهدف الأبعد منه إبعاد سيطرة القوات السعودية على وادي حضرموت والقوات الحكومية وبسط أبو ظبي سيطرتها على كامل حضرموت.

 

هدف

 

لم يخفي كثير من قادة المجلس الإنتقالي والإماراتيين هذا الهدف سابقا، وفي الوقت الراهن وخصوصا بعد العملية ضج موقع التواصل الاجتماعي تويتر بتغريدات لهم تصب في هذا الاتجاه.

 

القيادي في المجلس الإنتقالي أحمد عمر بن فريد كتب على صفحته في تويتر عن ما وصفها بالخطوة السيادية في إشارة إلى قرار محافظ حضرموت بإيقاف تصدير النفط.

 

وقال أن على من وصفه بالإحتلال أن يدرك ويواجه الحقيقة التي طالما أصر وخادع العالم بأنها غير موجودة، مضيفا "حضرموت تنتفض لكرامتها ولتاريخها ولحقها الطبيعي في أن تكون حرة".

 

 

فيما لم يخفي الضابط السابق في القوات المسلحة الإماراتية فهد الكتبي أهداف دولته فقد أكد في تغريدة له قبل العميلة بساعات بأن أي تحرك للقوات التي وصفها بالاخونجية الارهابية بإتجاه ساحل حضرموت سيتم التعامل معها من قبل القوات الإماراتية بطريقة المقلقل.

 

 

وهو هدف لم يعد خافيا على أحد ويبدو أن كل محاولات اطفاء اشتعال البارود بين ابو ظبي والرياض لم تعد تجدي فاستمرار وتيرة التصعيد الاماراتي مستمر برغم البيانات الثنائية التي تحاول أن تلملم الخلافات بتأكيدها على أن مواقف البلدين واحد، فما يجري على الأرض مختلف عن غرف البيانات المغلقة.

 

اجتثاث

 

وبعد أن وصل الأمر إلى حد التصفيات واستهداف رأس الهرم القيادي العسكري للمملكة في وادي حضرموت فإن العلاقة بين الجانبين تكون قد دشنت مرحلة المواجهة العسكرية التي بدأت تطفو إلى السطح، ولم يعد بالإمكان ردم الهوة واخفاء الصراع بين الاخوة الأعداء.


التعليقات