مأرب تستقبل رمضان بنصف فرحة.. بين لظى الفقر وارتفاع الأسعار (تقرير)
- مأرب - محمد حفيظ الإثنين, 20 أبريل, 2020 - 08:51 مساءً
مأرب تستقبل رمضان بنصف فرحة.. بين لظى الفقر وارتفاع الأسعار (تقرير)

[ مأرب تستقبل رمضان بنصف فرحة ]

للعام السادس على التوالي، يأتي شهر رمضان في اليمن مع استمرار الحرب وآثارها الكارثية على حياة الغالبية العظمى منهم، واستمرار الأزمة الاقتصادية والإنسانية، وصولاً إلى الأوضاع الأمنية التي كبدت المدن والبلدات ثمن المواجهات العسكرية المباشرة وما خلفته من نزوح.

 

ويختلف حال استقبال شهر رمضان في محافظة مأرب عن كل عام، ورغم ما تشهده المحافظة من حرب على أطرافها وقصف على المدينة وسيول الأمطار التي جرفت وأغرقت حياة الكثير من النازحين، ومخاوف انتشار فيروس "كورونا".

 

وكما درجت العادة تبدأ الأسعار بالارتفاع قبل ومع بداية شهر رمضان الذي يبدو أنه يتحمل كل عام تبعات لهيب الأسعار ويؤثر سلبا على نمط الاستهلاك اليومي للمواطن اليمني عامة والنازحين في مأرب خاصة.

 

 ومع توقف صرف رواتب الموظفين وتأخر رواتب الجيش الوطني يجد المواطن نفسه حائرا في تلبية متطلباته اليومية، إضافة إلى انفلات الأسواق من عقالها نتيجة ارتفاع كميات الاستهلاك واستغلال التجار فرصة اندفاع الناس نحو الشراء في الشهر الفضيل.

 

ترتفع الأسعار أيضا لاقترانها بالثقافة الاستهلاكية لحاجيات رمضان التي تشجع التجار على التلاعب بالأسعار ورفعها حسب القدرة الشرائية للمواطن، وهو ما يعمل على الحد من ذلك إن استطاع مكتب حماية المستهلك بمأرب.

 

ارتفاع للأسعار

 

وبهذا الشأن تشكو أنيسة محمد غالب، من ارتفاع أسعار السلع الغذائية في مأرب مع قدوم شهر رمضان.

 

 

وقالت أنيسة التي كانت تشتري حاجيات رمضان في أحد المولات لـ"الموقع بوست" إنها اشترت سلعا أقل من نصف احتياجات رمضان بالمبلغ ذاته الذي اشترت به حاجيات رمضان كاملا العام الماضي، على عكس ما هو حاصل اليوم.

 

من المسؤول؟

 

مدير إدارة حماية المستهلك بمأرب عبد الله الياجوري يقول إن فرقا وخططا تم تشكيلها لحماية المستهلك خلال شهر رمضان من رفع الأسعار غير المبرر ومعاقبة مخالفات الخطة التي أعدتها حماية المستهلك من قبل تجار الجملة والتجزئة.

 

وأضاف الياجوري في تصريحات لـ"الموقع بوست" أن الإقبال على شراء السلع من قبل المواطنين يزداد نسبيا قبل دخول شهر رمضان وذلك يزيد من رفع أسعار السلع المطلوبة من قبل بعض التجار.

 

وأكد الياجوري أن ارتفاع الأسعار هو ارتفاع عالمي للمستهلكات الأساسية، بينما زاد إيقاف حركة التجارة في العالم بسبب كورونا من ارتفاع بعض السلع التي يصعب استيرادها في هذا الظرف الصعب.

 

مبررات

 

من جهته فهد الصلوي، إداري في أحد المولات في مأرب، قال إن الأسعار ترتفع يوما بعد آخر خلال شهر رمضان وفي ما يخص الشهر من احتياجات خاصة نتيجة زيادة الطلب على تلك السلع.

 

وأوضح الصلوي لـ"الموقع بوست" أن رفع قيمة الحوالات في شركات التحويل من مأرب إلى صنعاء الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي زاد من ارتفاع قيمة السلع، فالتاجر يضيف كل ما يخسره إلى قيمة السلعة التي يبيعها ويتحمل كل ذلك المواطن البسيط، حد قوله.

 

 

وخلال ثلاثين يوما هي أيام الشهر الفضيل، تحمل الأسرة على عاتقها توفير احتياجات ومصاريف رمضان التي جرت العادة اليمنية عامة على اقتنائها من تمر وعصائر ومخللات وغيرها الكثير لتعيش على أبسط معيشة الشهر الكريم.

 

 وذلك يتطلب ميزانية ثلاثة أشهر على الأقل لسد حاجة شهر رمضان، الموسم الذي يرتفع فيه سقف حالة الطوارئ الاستهلاكية لتثقل حال جيوب أرباب الأسر الفقيرة أصلا.

 

ورغم كل ما تعانيه الأسر والمواطنون هنا في مأرب من فاقة وعوز تزدحم المحال التجارية بإقبال متوسط على شراء حاجيات رمضان لتصنع تلك الأسر الابتسامة على نفسها وتستقبل رمضان بما تستطيع عليه.

 

ويستقبل الناس في مأرب شهر رمضان رغم المعاناة والفقر ويصنع الناس ابتسامة أهاليهم في الشهر الكريم رغم الحرب والقصف الحوثي على رؤوسهم والأسعار المرتفعة التي تنهش جيوبهم الخاوية.


التعليقات